19 - 06 - 2024

مدينتي الفاضلة | وزير التعليم.. كلنا شهداء وحقنا عندك

مدينتي الفاضلة | وزير التعليم.. كلنا شهداء وحقنا عندك

عزيزي وزير التعليم د. طارق شوقي.. كرة الوطن في ملعبك.. شهداؤنا، ضحايا وقتلة، عدوهم الداخلي كامن داخل الكتاب المدرسي وفئة من المعلمين.. الدولة تعلم وتستطيع، كفانا أكفانا.. كتاب اللغة العربية للمرحلة الابتدائية، وبالتالي الكتب الخارجية التي تسير على نهجه دون رقابة، استبدلت العباية بالتريننج.. مثلا، درس د. محمد مشالي طبيب الغلابة لأطفال ثالثة ابتدائي- سلاح التلميذ- يبدو اختيارا لنموذج وقدوة في الانسانية والتضحية.. الدرس مختصرا لتشويق التلميذ للبحث والاستزادة، وهو جًل أملنا.. لكن! لنفترض ان تلميذا نجح في عبور مطبات المفردات، وبحث عن د. مشالي على جوجل، وغاص دقائق يتأمل ملف صوره.. كهلا مٌستهلكا، عيونه المنتفخة شبه مغلقة، مظهره مثير للشفقة والرثاء، عيادته نموذج للبؤس والتلوث!! أسوأ لقطة له هي مع المحافظ يوم تكريمه بدرع المحافظة قبل وفاته بعام – 2019-!! صورة هيكل عظمي لانسان مطحون، لا يملك سوى قميصه القديم الواسع الباهت، المرصع نسيجه بالبقع كأنها نياشين التضحية!! مَن تعلم القراءة يٌفسٍر ابتسامته صح، وهي إدانة للمحافظ وللحكومة!! وأسألكم، بماذا يستعين التلميذ للاجابة عن أفضال القيم الانسانية والتضحية، كلمات الدروس أم صور الواقع!! وكم تلميذا يتحمل عواقب الاختلاف عن نموذج الاجابة!! وكم مٌعلم يجرؤ على مجاراة الجدل الايجابي لتلميذ يٌفكٍر!! وأسألكم، ماذا لو قرأ التلميذ الصورة جيدا، وكتب ان التضحية مخيفة، لأن الطبيب الفقير عليل، عيادته قذرة ستقتل المرضى!! ماذا لو فصل ما بين تعليم كتاب المدرسة، والكتاب الخارجي الأشهر، وبين الواقع!

أنتقل لصورة "مو صلاح" وشعاع الفرح المنطلق من عيونه السود فرحا باستلام جائزة أفضل لاعب.. صورة تفرح قلوب العالم، وتشعل حماس مبدأ النجاح والتفوق.. صورة شاملة بألف موعظة، عن أهمية القدوة لاكتشاف الذات والموهية ورسم الحلم الشخصي، واحتمال التدريب الشاق، والتمسك بالأخلاق.. والأهم هو التنوير بسر النجاح والسعادة، وهو اختيار مهنة طموحة تتفق والقدرات الخاصة.

 عن سؤال" من ترى نفسك في المستقبل؟" سيتمنى الأغلبية أن يكونوا "مو صلاح"، ناجح وغني جدا ومشهور جدا، وبسرعة.. فماذا لو المٌعلم كارها للكرة!! وطبعا كارها للفقر!! وأكيد كارها مسئولية الخروج عن النص، وكارها صداع جَدًل التلامذة!! بارعا في إطفاء مصابيحهم!! زمان كانت الشهادة المدرسية خريطة لمستقبل التلميذ، اليوم التلميذ السوبر مشكلة، لتعثر أغلب المتفوقين في كليات القمة!! لأن التربية المدرسية ونظرة المجتمع حولتهم إلى قطعان، لا تأمن إلا حياة الأسر!! سجون المضمون!!

ياوزير التعليم، لأنك جديرا وتستطيع، أناشدك رقابة الكتاب الخارجي، والتشدد في فرز عشرات آلاف مرشحين لوظيفة معلم الشهر القادم.. اختبر صلاحياتهم النفسية والثقافية أمنيا.. لا يدهشنى أن بعض مشاهير الدواعش خريجى مدارس لغات وكليات قمة!! لكن أرجو أن أكون أثرت غضب سيادتك.
--------------------------------
بقلم: منى ثابت

مقالات اخرى للكاتب

 مدينتي الفاضلة | محاكمة القرن.. دين شنوده إيه؟!





اعلان